صاحبة العطر المكسور .. (2)

ذهب ديڤد ليجلس في غرفة المعيشه ليشرب قهوته و ليفتح عطره ، فتح علبه العطر فوجده عطر ايميليا و تعجب كثيراً !!!

ثم تفاجأ بأن الأكياس تبدلت با الخطأ و عرف أن عطره اصبح لدى ايميليا ثم ضحك ..

أخذ ديڤد يرش عطرها على يديه و يبتسم ..

في تلك الأثناء ، لم تنتبه ايميليا بما كان في كيسها ، و مر يومان على عدم تفقدها لعطرها او فتحه ..

في نهار اليوم الثالث ، نظرت ايميليا الى الكيس فوق منضدتها .. و تذكرت ما حدث معها و مع ديڤد ..

ثم قالت : يا له من عطر افقدني صوابي ..

ادخلت يدها الى الكيس فوجدت مالاً و وجدت عطر ديڤد ، ثم صرخت : اووه لا هذا مستحيل !!!

كم انني حمقاء كيف لم أنتبه !؟

ترى هل هذه نقودي !؟

كيف وصل عطر ذاك الرجل في كيسي !!!

ماذا يظن نفسه فاعلاً !!!

خجلت ايميليا كثيراً و قررت ان تذهب الى المتجر حالاً لتعيد العطر و النقود ..

وصلت ايميليا الى المتجر ، ثم قابلت صاحبه المتجر و حكت لها ما حدث معها ، وطلبت منها ان تاخذ عطر ديڤد و تاخذ المال للعطر الذي كُسر ..

فأجابتها السيدة : اعتذر منك انسة ايميليا لا يمكنني ان اخذ هذا المال لذلك العطر فقد دُفعت فاتورته مسبقاً من قِبْل ذلك الشاب .. و لا استطيع إستعادة العطر منك لأنك فتحت علبته .. طاب يومك و نعتذر لما حدث ..

الموضوع خارج عن ارادتي ..

لم تستطع إيميليا أن تقنع صاحبة المتجر بتاتاً ..

فأخذت عطر ديڤد و اخذت مالها حزينه ..

و فيما كانت ستخرج من المتجر ،

نادتها المحاسبه :

عفواً يا آنسه هلا أنتظرتي قليلاً ..

نظرت اليها ايميليا متعجبه : ماذا هناك !؟

المحاسبه : هناك رسالة لك ، تركها لك ذلك الشاب ..

تفضلي ..

ايميليا في ذهول : لكن ….

تركتها المحاسبه لتلبي نداء صاحبة المتجر ..

خرجت ايميليا من المتجر ، و ذهبت لتجلس في كرسي الحديقه المجاورة ..

فتحت رسالة ديڤد ، و كان مكتوباً بها :

“الى من أسرتني برائحة عطرها ،

شكراً لعجلتك و بعثرتكِ و شكراً لذلك اليوم الجميل ،

ممتن لتبادل تلك العطور با الخطأ ،

ربما هي صدفة ارادت أن تجمعنا سوياً ،

إن كنتي تريدين استعادة عطرك فـ سأنتظرك كل يوم عند المقهى القريب من ذلك المتجر في الساعة الثالثه ..

لا اعرف متى سـ تقرأين رسالتي ..

ولا أعلم إن كان سيكون لقائنا الأول او الأخير ،

في كل الأحوال ستسعدني رؤيتك ..

و إن كنت غاضبة حتى الآن فـ أنا حقاً أعتذر منك ..

صاحب عطرك المكسور :

ديڤد . “

إبتسمت ايميليا لتلك الرسالة ، و أحبت حروف ديڤد و كلماته كثيراً .. ثم اخرجت عطر ديڤد ورشت عطره على يديها واعجبتها رائحته و ابتسمت ..

نظرت ايميليا الى ساعتها واذا بها تشير الى الواحده ظهراً ، ترددت في الذهاب لرؤيته ..

فخفق قلبها و توترت ، ثم اخذت اشيائها و اتجهت نحو المقهى ..

اصبحت عينا ايميليا الخضراء تنظر حواليها تتفقد رؤيه ديڤد ، لكنه لم يصل بعد ..

ازداد توترها و خفقان قلبها .. لم تعرف ما كان عليها ان تفعل ..

ذهبت ايميليا لتجلس في مكان قريب من المقهى لتترقب وصول ديڤد ، فلم تشأ أن تبقى في مقهى القهوة كي لا يظن ديڤد أنها استبقت موعد لقائهم ..

لم تستطع أن تمر تلك الدقائق والساعات على قلب ايميليا ، استطردت تقول في نفسها :

لقد مضى يومان على مجيء ديڤد الى المقهى ،

و كان ينتظرني في كل مرة ولم آتي .. ترى هل لازال يفكر بي أم فقد الأمل لرؤيتي ؟؟

“يا صاحب عطري المكسور ،

اعذرني لتأخري و تركك لإنتظاري ..

لم أكن أعلم أن حروف رسالتك بحبها سـ تنهيني ..

و بعناق رائحه عطرك سـ تمتلك قلبي و تُحييني ..

تنفست مشاعرك التي عن البشر كلها تغنيني ..

و لا أعلم إن كنت في بالك أم مضيت دون أن تفكر فيني ..”

وبعد إنتظار طويل ..

أصبحت الساعه تشير الى الثالثه ،

وصل ديڤد الى المقهى ثم جلس في طاولته ،

كان يتلفت بحثاً عنها ، فـ لمحها وهي تنظر إليه مختبئه ،

ثم تظاهر بأنه لم يراها ، و أصبحت نبضات قلبه تتسارع ..

اقتربت ايميليا من ديڤد بحذر ثم وقفت تتأمله ..

قال ديڤد مبتسماً : هل ستتأمليني كثيراً هناك ؟!

ارتبكت اميليا و خرجت من مكانها مُحرجه ..

اقتربت و جلست امامه ..

قالت : مرحباً ديڤد ..

قال : اهلاً بصاحبة العطر المكسور ..

أعتقدت أنك لن تأتي أبداً ..

ابتسمت ايميليا و ضحكت قليلاً ،

ثم قالت : أُدعى إميليا و العطر المكسور هو لقبي الاخير .. ( قالتها بسخريه ) ..

حقاً لم أفهم أي صدفة هذه التي جمعتني بك !!

لكن محتوى رسالتك أسعدني رغم غضبي لما حدث ..

ثم أنني قرأت رسالتك اليوم فقط ، لهذا لم آتي مسبقاً .. و بصراحة أتيت لأخذ عطري و أرد لك نقودك و أذهب .. هذا مختصر مجيئي و ليس لسبب آخر ..

إبتسم ديڤد وقال :

تشرفت بمعرفتك آنسة إميليا ، أسمك جميل جداً ،

حسناً في البدايه كي اكون واضحاً معك ،

ستعاقبين لعدم مجيئك قبل يومان ، ثم سـ تعوضين ساعات إنتظاري لك بأيام آخرى .. لا أعلم قد لا تنتهي عقوبتك للأبد و هذا احتمال كبير .. و با النسبة للنقود يمكنك أن تشتري بها تذاكر دخولنا إلى السينما .. وهذا حل منصف لي ولك ..

أما با النسبة لعطرك فـ أعتذر منك لن تأخذيه فهو أصبح لي الآن و سأمتلك قلب صاحبته عن قريب أيضاً ..

نظرت إميليا إليه بتعجب و خجل لم تستطع أن تسعفها كلماتها للرد عليه و أكتفت

بقرأه الحب الذي بعينيه صامته ، ثم أبتسمت ..

إنتهت ..

4 comments

  1. قصة ممزوجة بمشاعر غريبة ، قصة رائعة جداً جداً ، أبدعتِ في الكتابة والصياغ ،،
    في أنتظار المزيد من أبداعكِ وما يتخللها من مشاعر ،،،
    دمتِ بخير وسعادة ومساؤكِ جميل ،،،،

    Liked by 1 person

  2. أسعدني تعليقك كثيراً ، فـ قلمك مدرسة في الكتابه 🙏🏼🌷
    دمت بخير صديقي و مسائك سعادة .. 🌺

    Like

Leave a comment